ديـــار هروب في سطور...
من عصر الكفاح الى زمن الانبطـــاح...
من زمن الوزر الى زمن الجنز...
زمن العصايب يحتضر...
ليحل محله قبوع وعقال...
رجال حسبتهم رجال...
لكن واااا أسفاه...
فقد تبدل الحال...
من كفاح الى انبطاح...
وأي انبطاح هذا؟!
الكل منهم أصبح يحمل بيده بي بي أو جالكسي أو آيفون أو آيباد...
فمن زمن شات الغلا الى زمن الواتساب وتويتر...
ومن زمن جلسة على فانوس الى زمن سهرة ماجنة عند الدوار...
ومن زمن طباخة الى زمن فرن الموندر...
ومن زمن شريط ومسجل الى زمن كاسيت دي في دي وام بي ثري...
ومن زمن القناة الثانية واليمن الى زمن روتانا وام بي سي...
تجولت في سوق هروب فحسبت نفسي في اريزونا أو أوربيرو...
لبس العصايب يحتضر أما الطيب والحسن فقد احتضر...
وبدل أن أرى وزرة مثلوثة وجرفي أصعق برؤية جنز فريمر...
وبدل النعمانية شال يحمل رقم نور وياسر...
وبدل أن أشم عبق زليخة أفجع رائحة عطر كوكو وكاوتر...
المجلبة لم تعد في مكانها لامربط دابة ولا أثر...
تقدمت نحو مبنى المحكمة لكن لاطين ولا حجر...
سرت وأنا لا أعلم أين أسير...
فوقعت عيني على رجلين من الرجال المخضرمين فسرت نحوهم أخطو واتعثر...
تذكرت زمن مضى...
حين كان أحدهم يشغل راديو نشلان على برنامج افتح ياسمسم...
وبعدها يطرب المتسوقين بصوت أم كلثوم وطلال ومحمد عبده وحسن دغريري...
لكن لم أسمع شيئا من ذلك...
قدمت قليلا فاذا بي أسمع نانسي ويارا....
مر بجانبي طفلان...
فقال أحدهما : أنا بخلي الواتثاب ودي أجرب الفيث بوك أو تويتر..
آآآه كم أنت جميل يازمن هايدي وبيتر؟!
دخلت الواتساب في 1429 هــ فلم أجد مضافا الا مصمم الشاتات الساهر...
ودخلته في 1433 هــ فوجدت 62 صديقا يهذري...
سيأتي العيد بعد أسبوع...
فاذا اجتمع الأهل والأقارب لن تجد الا ما أشبه بالأصنام تتواصل عبر الواتساب وتويتر...
فهذا هو الانبطاح للغرب وللماسونية ولهذه التكنلوجيا العصرية القبيحة...
فكانت النتيجة أن فقدنا سعادتنا...
فانبطحوا كما تشاؤون...
فما سطرته ليس بقصة سيزفية...
أو رواية أسطورية...
بل واقع نعيشه كل يوم وساعة وثانية...
أجل انبطحوا...
أما أنا فقولوا عني محجر...
فلن أنبطح باختصار...
حذفت الواتساب...
فأنا محجر...
فعندما أقول أني يحيى ممدح...
فهذا لايعني سوا أنني لن أنبطح...
ولتجول بنا هذه التكنلوجيا في كل الديار...
وفي هذا الزمن الدوار...
فــ چـפﭑل נيٱJ فے jםـن נפﭑJ لن ينبطح...
فيا قوما انبطحوا...
هل في الانبطاح ارتياح؟!
فتناولت حجرا وسطرت هذه العبارة على صخرة كبيرة قرب الوادي....
الخميس 26/5/1426 هــ
أجمل ذكرى في حياتي...
ولكن كم أخشى أن يمر الزمان على الصخرة وتنحتها الرياح حينها لن أجد للذكريات بقايا أثر...
بقلم:
چـפﭑل נيٱJ فے jםـن נפﭑJ