السبت، 20 يوليو 2013

هَذِي هَرُوبَ وَهَذَا الدَّارُ وَالرّاحُ


هَذِي هَرُوبَ وَهَذَا الدَّارُ وَالرّاحُ
إنّي أحِبُّ وَبَعْـضُ الحُـبِّ ذبَّاحُ

أَنَا الْهَرُوبِيُّ لَوْ شرَّحْتمُ جَسَدي
لَسَالَ مِنْه ُ عِطْر ُ ُ وَالفُلُّ فَوَّاحُ

مَالِي أُحبُّ هَرُوب وَالحُبّ غَدَّار ُ
أتغْدُرُ يَاحُبّ بِمَن كَانَ لَكَ مُحْتَاج ُ

 عُيوُني قَدْ أغْرَقَ الدَّمْعُ مُقْلَاهَا
شَوْقًا لمرْبَى الصِّبَا وَلِمَنْ رَاحُوا

عَشِقْتُ هَرُوب حَتّى قَالَ الحبُّ كَفَى
كَفَاكَ عِشْقًا أَيَاحُبُّ أليْسَ الحُبّ مُبَاح ُ

هَرُوبُ دَارِي وَمَنْ يَقطُنُهَا مِنِّي وَفِينِي
هَرُوبُ دَارِي وَالشِّعْرُ يَحْلُو بِذكْرِ الْمِلَاحِ

هَرُوبُ تُعَانقُ الضَّبَابَ كلّ صَبَاحٍ
والطّيرُ يشْدُو فِيهَا كل صُبْح وَمَرَاحِ

للفُلِّ وَالكَاذِي بَسَاتِينُ فِي مَنَازِلِنَا
وَرِيحُ النِّعْنَاعِ مِنَ البَرادِي قَدْ فَاحَا

فَانُوسُ المَنْزِلِ مِثْلَ الَّشَّمْسِ يُدفّينَا
وَجَدَّتِي تَدُسُّ تَحْتَهُ الْمِشْطَ  وَالْمِفْتَاحَ

كَمْ مِنْ هَرُوبيَّة قَدْ بَاعَتْ حَلَايَاهَا ؟
لتُطْعِمَ الطّيْرَ وَالطّيْرَ غَادٍ وَرَاحِ

وَذَلِكَ المُلْكُدُ يَدُقُّ الْهَيْلَ كُلّ صَبَاحٍ
أَأنْسَى المُلْكُدَ وَالْهيْلُ منْهُ فَوَّاح ُ ؟


وَتلْكَ البنْدقيّةُُ تَحْكِي أَصَالَتَنَا
نبُّوتُ جَدّي ورصُاصُهُ أقْوَى سِلَاحِ

كَمْ قَدْ تَعبْتَ وَشَقِيتَ يَاجَدَّنَا ؟
لَكِنَّكَ زَرَعْتَ هَرُوبَ حُباّ وَصِفَاحِ

كَمْ سِرْتُمْ فِي ظلْمَةِ اللّيْلِ لِتَعُودُوا مَرْضَاكُمْ
وَأضَئْتُمْ مِنْ صَفَاءِ قلُوبِكُمْ الطَّرِيقَ وَمَا بِاليَدِ مِصْبَاحُ

هَذِي هَرُوبَ وَهَذَا الدَّارُ وَالرّاحُ
إنّي أحِبُّ وَبَعْـضُ الحُـبِّ ذبَّاحُ

السبت، 13 يوليو 2013

بيت جدي



بيت جدي !
هناكـ!

هناكـ قرب
السحاب

لاتراه العيون
لكنه ليس سراب

بيت جدي!
قد أحاطت به
الخزامى من
كل جانب

ونثر الورد
على بابه
أنواع العجائب ..

بيت جدي
من طين(ن) وحجارة

يتساقط عليه البرد
بكل غزارة

بيت جدي!
في النهار تغطيه الغيوم

وفي الليل تضيئ ظلمته النجوم

بيت جدي!
زرته ذات يوم

سيرا على الأقدام


ثلاث ساعات
بالتمام

ووصلت بيت جدي
القديم
وقفت على أطلال
بيت جدي القديم

وقفت على باب بيت جدي
بين الخزامى والفل والريحان

رائحة الذكريات تعود للخلف عدة عقود

قفا نبكي !
على أطلال بيت جدي
على أطلال من رحلوا عنا
ونادى القلب يادار؟
ويبكي الدار
على الأهل والجار!
ماذا فعلت بك الأيام
يادار ؟
أين من بنوا
جدرانك!
ونقشوا أبوابك؟
أحقا هنا كانوا ؟ !
أحقا هنا عاشوا ؟ !
رفقا بالدار أيها الزمان
صمت الجدران
هي من تحكي واقع الحال
فهذا مافعلته الأيام بالدار

اقتربت من الباب
قد أقفل منذ سنين

مددت يدي
فتح الباب!

أرض(ن) يغطيها
التراب

ونوافذ صغيرة
بالكاد يدخل منها
بعض الضباب!

بيت جدي القديم
ألك أن تحكي لي
عن الماضي القديم ؟

الدار يشكو الحال مجروحا طعينا 
وهروب لماضيها تنادينا
نعيد التاريخ يوما لماضينا

فقال الدار والدمع 
يذرفها من عينيه

كان لجدك من الأغنام
مايكفيه

يذهب بها للمرعى
يطعمها فتسقيه

وكان يزرع القمح
ويحرث أراضيه

وضياء الشمس
كل صباح(ن) يناجيه

كفى يادار !

لو يذكر هروب من كان يحمي حماه
لبكى البازخ دمعا يغرق الفقارة ورباها

ولو عاد بنا الزمان للخلف لو ساعة
لرأينا أرضا تدهش الناظر من بهاها

بكيت على أطلال هروب وعلى الفقارة
ذرفت دمعا من العين على الدار وصباها

أقفلت باب بيت جدي القديم !
وأقفلت معه ذكرى جدي

وذكرى زمن الرجولة
وذكرى زمن الحياة السعيدة

حقا هنا عاش جدي
دون أن يعرف :
-جوال
-لابتوب
-جالسكي
-آيفون
-بلاك
-واتساب
-تويتر
-فيس بوك
-قيمز
-تانغو
-سكايبي
-كاكاو ... الخ
الا أنه قد عرف
ماهو أهم من ذلك
وتعلمون ذلك جيدا
هنا صوت الصمود بوجه الانبطاح