السبت، 26 يوليو 2014

البَارِحَة والْهَوَا يِجْمَعْنَا



البَارِحَة والْهَوَا يِجْمَعْنَا
لِيْل وسَهَرْ واشْخَاصْ تِمْتِعْنَا
والْيَوْم نِسْهَرْ بَلَا مَعْنَى
نَاسْ بـ قُرْبَهَا ضِعْنَا

أَغْرَابْ حِنّا بِجْلُوسهِمْ مَعْنَا
صَمْتْ  وسْكُون مَحد يِسْمَعْنَا
الْجَسَدْ مَوْجُود بَس الْفِكِرْ قَاطَعْنَا
مَدْرِي تَغَلّي وَلّا غُرُورْ وَلَّا مِضَيِّعْنَا

مَدْرِي نِعْرِف بِعَضْنَا
ولا صُدْفَة جَمَّعَتْنَا !

وبُكْرَة يِجِي الْعِيد ونِتْحَنَّى
وَأطْفَالِنَا تِفْرَحْ وتِتْغَنَّى
مْبَارَكْ يَاعِيد مْبَارَكْ
أَحْلَى الَأيَّام نْهَارَكْ

وحِنَّا نِلْبَسْ الْوِزْرَة ونِتْهَنَّى
ونذْكُرْ سِوَالِفْنَا يَوْم كِنَّا وكِنَّا
يَوْم غَنّى طَلَالْ :
عَرَفْتِكْ و إحْنَا لِسَّا صْغَارْ
و لِسَّــــا  فِي ذِمّة الأَقْدَارْ 
وفِي الْحَارَة مَعَ الْجِـيرَانْ
كِبِرْنَا و انْتِي بَرْضُو كَمَانْ

نِذْكِرْ سِوَالِفْنَا
يومْ الْمَطَرْ يِغْرَقْنَا
ونَخَافْ اللِّيل يِفَّرقْنَا
حَتَّى الضَّبَابْ
كَانْ يِخْنِقْنَا
وابْنِ الْجِيرَانْ
يِضْحَكْ ويِسْرِقْنَا
نِلْعَبْ ونِضْحَكْ ونِسْهَرْ
ونِجْمَعْ مِنْ دَفَاتِرْنَا وَرَقْ
ونِصْنَعْ مِنْ عِلْمِنَا
الْمَسْرُوقْ ..
مَرْكَبْ مِنْ وَرَقْ
طَايرَة مِنْ وَرَقْ
أَحْلامِنَا مِثْل أَفْلَامِنَا 
كِلهَا مِنْ وَرَقْ ! 

لَيْتَنِي طِفْلْ لَاقَالْ يُمَّهْ لَقَاهَا
وَاقفَة تِمِد يدِيهَا وتُضُمّهْ

لاَغَابَتْ عَنْ عُيُونَهْ بَكَاهَا
مَايبِي الاّ قُرْبَهَا يَمَّهْ

يِكْبَرْ الطّفْلُ ويِكْبَرْغَلَاهَا
ويفَارِقْ أُمّهْ وزَادْ هَمّهْ

يِغْتَرِبْ عَنْ ديَارَهْ وقُرَاهَا
وهو حَيْرَان مَحْرُوقْ دَمّهْ

مَانِسَى دْيَارَهْ وَالله مَانِسَاهَا
 لَكِنْ قَسْوَة الدّنْيَا تِهِمّهْ

يُمّهْ تِذّكِرِين الدّيرَة وصِبَاهَا
تِذْكِرِين الغَنَمْ والْبَيْتْ والصَّمَّة

تِذْكِرِين السُّوق والْحَيْفَة ورُبَاهَا
تِذْكِرِين الزَّرْع والفَيْشْ والْعَمَّة

خَالْتِي تِحِش وعَمِّي رَمَاهَا
وجَدِّي يلْعَبْ بشَعْرِي ويِلِمَّهْ

وانْتِي تِهْتَمِّينْ بِالْحَيْفَة وسَمَاهَا
وجَدّتِي تِقْطْف الزّهْر وتِشِمّهْ

ويوم الْعِيد كِل دِنْيَايْ وحَلَاهَا
أَلْبَسْ الوِزْرَة وَألْفِت الأنْظَار يُمّهْ

عْصَابَتِي شِيح والكَاذِي شَذَاهَا
واطَوّل شْعُورِي  ويقُولُونْ جِمَّة !

والنَّاسْ  تِضْحَكْ مَدْرِي وِشْ بَلاهَا
مَادَرِيتْ ان الشّمِيزْ مَقْلُوبْ كُمَّهْ

يُمَّه أعْشَقْ الدّيرَة وَاعْشَقْ هَوَاهَا
مِنْ سَهْلَهَا الغَرْبي لأَعْلَى قِمَّة

والْيَوْمْ تِخْرَب الدّيرَة ويرْحَلْ وَفَاهَا
ويِبْقَى غَلَاهَا بِالَقَلْبْ وبْدَمَّهْ

هَذِه حِكَايَة هَرُوبِي رَوَاهَا
قَلْبَهْ المِسْكِينْ ومَانَطَقْ فَمَّهْ

هُنَا صَوْتُ الصُّمُود بِوَجْه الانْبِطَاحْ
اهْدَاء يَدُل طَرِيقَه
عِيد الْفِطْر الْمُبَاَرَكْ
1435/10/1هـ

الجمعة، 21 فبراير 2014

على أطـلال هروب

على أطـلال هروب
          (1)
بيت من طين وحجر
شمس ونجوم وقمر
ورود وعصافير وشجر
غيوم وسحاب ومطر

ومابين الليالي والسنين
ضاعت أمانينا والحنين
بين اغتراب وبين الأنين
آآهـ يالفرقا والبعد آهتين


تذكرين الغلا والبرد يالديرة
تذكرين الصبا والشتا وامطاره
تذكرين منجد وهروب ودواره
سقى الله ذاك الزمان واسراره

على الوادي جنب الغدير
يوم الصبا والدنيا بخير
طفلة وطفل ودلو وبير
بعد الظهر قبل الهجير


طفلين همهم من الدنيا يلعبون
يبنون من الطين بيت ويهدمون
يركضون ورا الظل حتى يتعبون
وبعد التعب جنب الغدير يجلسون

كنا نبني من الطين مبانينا
كنا نركض ونتبع خطاوينا
وأحيان نلعب ونهدم مبانينا
تتعبنا شقاوتنا وأيامنا تنادينا
       
          (2)

ليلة خامس عشر أنورت هروب بقمرها
من شهر اربعة اكتمل  جوها مع بدرها
والتقى ضباب نعمة مع فلها وعطرها
وفاحت ريحة وردها مع مطرها

 ورحت سوقنا قبل المسا
وشفت ذاك المجهلي اللي قسى
شفت شوقه بعد النسا
وشفت العواذل وواقع كله أسى

فجأة ... جتني رسالة كلها حب وحنين:
سلم عليا بعينك
إن كان بخلت يدينك
كل اللي بيني و بينك
زعلة تمر و سلام

ورديت :
ان كان تعبت يمينك
أشر برمشك عنك وينك
كل اللي بيني وبينك
صدفة تعدي وسلام


وانت يالمجهلي تدري من تكون ؟
انت الوفا كل الوفا كيف الوفا يخون ؟
ذوق وأدب بس العواذل وش يبون ؟
انا نفترق وهذا أملهم لكن تراهم يحلمون

ماتفرقنا الأسامي والقبايل والديار
عشنا في هروب في حب وجوار
القرادي خاله هروبي والمجهلي لنا جار
مايهون اللي بقى والفكر في حبنا احتار


كل اللي ودي أعرفه يازمن
ليه حياتنا  دموع وحزن
جراح وفراق وغدر وطعن
لا رفيق ولا صديق ولا وطن

حتى هروب اللي عشقنا هواها
صارت تجفى من يعشق بهاها
غالية تغلت في حبها وغلاها
ياسعد منهو يسكن في رباها

المطر يغسل ورد الندى في الصباح
والشمس تشرق وأهلها في ضحك ومزاح
لا نفاق ولا خداع ولا جراح
صدق ووفا ولَّى وراح

15/4/1435 هـ