رجع عقارب الساعة للخلف ساعة ... !
دقيقة صمت ان أمكـن ...
في لحظة رحيله وفي وداعه ...!
((طفل)) يبكي ولا لقى من يمسح دموعه ...
في عيونه لحظة انتظار ... ... ... !
لكن ينتظر شخص طول في رجوعه ...
((هروب)) والوقت لحظة غروب
((طفل)) تايه في الدروب
جالس(ن) فوق صخرة
وتحته ورود وعصافير ومقبرة
لكن وش يطالع و اثنا عشر ربيع كل عمرهـ ؟ !
ان طالع الورد قلت مغرم وولهان ... وحزين
وان طالع العصفور قلت سجين ...
وحالمـ (ن) انه يطير ... مسكين
وان طالع المقبرة قلت أكيد انه تيم ...!
احترت في أمرهـ
بلا شعور اقتربت منه
خطوة ... خطوة
صرت جنبه
ناظرني والدموع فوق خده
ماسكـ (ن) بيده صورة
قلت وش تناظر وليه تبكي؟
قال مابكي ...!
صد عني ثم سألته:
هذه بيدك صورة؟
قلبها ... ثم انهار يبكي
ولا عرف حتى يحكي
لكن ...!
لمحت بظهر الصورة التالي:
يوم الخميس
26/5/1426 هـ
آآهـ ياويل حالي !
هذا اللي ماجا على بالي
احترت في أمره أكثر
لا هو مغرم ولا سجين ولا يتيم ! ! !
من يكون ؟
سألته:
تعرف (.....) الهروبي ؟ !
أخذته الحيرة وناظرني
تمتم في سكوت ...
ثم سألني:
من تكون؟
قلت ومن أكون؟
مجرد انسان عابر
شاف له ((طفل)) يبكي
أخذ بيده وقام يسأل ليه تبكي؟
بس للأسف ((الطفل)) ماكان يحكي
أنا اللي كنت قبل ثمان أعوام هنا بنفس المكان
وشفت ناس(ن) يحفرون !
وشفت النسا يبكون!
وشفت تابوت بلا جثمان!
وشفت اللحد ولا شفت الأكفان!
ولا أدري الميت من يكون ؟ !
وكانت بيدي صورة
وانت وقتها تركض خلف كورة
وجلست بنفس المكان
حتى الفجر لاح نوره
كان عمرك أربع أعوام
آآآهـ من هذه الأيام
نزلت له ومسحت دمعه
وكل دمعة من عيونه بقلبي طعنة
فتحت ساعتي وحطيتها بيده
قال رجع عقارب الساعة للخلف ساعة ! ! !
وتعال نبكي ونسطر الذكرى الأخيرة
ونودع بعضنا وننهي الفرقا المريرة!
قلت تكفى
القلب ماعاد يحتمل فرقا
كلنا بنفس السفينة
تايهين وماعرفنا مينا
على جال الحزن ياما رسينا
وفي موج البكا ياما غرقنا
قاطعني صوت المؤذن
الله أكبر الله أكبر
ونادته أمه يالله ((عبوودي)) أذن
قام ((الطفل وودعني))
وعطاني علكة وصورة
وقال ماودك تعلمني من تكون؟
قلت له ألا يا ((طفل)) خلك بطل
ولا تكدر الخاطر ولا ترحل
وان شفت مني جفا فلا تزعل
أبحكي لك حكايتنا
أنا وانت أصحاب صرنا
ولا تدري ؟
خلها لبعدين
أبحكيها بعد عامين
و((أنا)) شاب راسي وما وصلت للعشرين
قال تكفى قلت مقدر
عندها تصير أكبر
رفع راسه وقال ابشر
رجع لأمه ولبيته وربعه
وكان يناظر عقارب الساعة
لكن تركها تجري ...
ولا رجعها للخلف ساعة
أما أنا ! ! !
آآهـ ياقلبي . . . أنا
أنا مجرد انسان . . . أنا
أنا تايه . . . أنا ضايع . . . أنا
أنا دروبك . . . أنا روحك . . . أنا
آآهـ يادنيا التعاسة والشقا
كل لحظة فينا آخرها فرقا
آآهـ يافراق الأصدقا
ياصاحبي أنا من لي أنا ؟
كل شيئ بدنياي فيك يذكرني
حتى دفاتر الدراسة يمك توديني
حتى جدران القاعة لك تأخذني
آآآهـ يادنيا ارحميني
أنا أذكرك كل وقت(ن) أغمض فيه جفني
دفاترنا . . . أقلامنا . . . علكنا
أنا محتفظ فيه
هذه حياتي بعد فرقاك
وأبوعدك . . . مافي بدنيتي شيئ عنك ينسيني
((هروب)) والوقت لحظة غروب
((أنا)) تايه في الدروب
و أبكتب آخر الأسطر
واقفل بعدها الدفتر
تناولت القلم وفتحت الدفتر
بديت بصفحة جديدة
وكتبت :
ألا يافاتح الدفتر لا تفتح الدفتر
اقفله ولا تفتحه
ترى كل الأماني في عيوني مبعثرة
وخذها مني عبرة
لا خاويت لك رفيق(ن) خلك معه مثل ظله
وعلى فكرة
مثل ((الهروبي)) ماشفت أحد بطيبه
حتى انه صار للوفا اسطورة
وقفلت الدفتر
وتركته تحت ضو القمر
حتى طلع الفجر
وبعد فترة
جاه المطر
قطرة قطرة
وانغسلت الأسطر
وضاعت كل الجمل
وأنا رحلت من المكان
وبنتظر سنة
ورد لنفس المكان
وهذه اللحظة تصير ذكرى زمان
((هروب والوقت لحظة غروب))
آآهـ يازمان لو ترجع
((مجرد اهداء الى شخص لن تصل له أبدا))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق